الثلاثاء، 24 يناير 2012


لطالما كرهت وحدتي. وتواجدي في غرفة, لا نوافذ فيها سوى مخرج واحد وهو الباب. لا مكان لي سواها. ألجأ إليها لأمزق أحشائي ألما و حزنا. و تارة أعيش لحظات طفولتي الهاربة, وشغبي, وتارة عزائي ونحسي. أبكي بصمت يصرخ بقوة داخل كياني. حالتي المزاجية كجميع الفصول. تتقلب في يوم و ليلة, تمزج بين رعود الشتاء, وبين براءة الصباح الربيعي, وبين شمس الصيف الحارقة, وبين رياح الخريف الباردة والموحشة. أتأمل نفسي, أنظر الى المرآة وأرى ملامحا تثير الشفقة, وتبعث على الجنون والضياع. غربة في المكان والزمان, غربة في الحب. والحياة تكاد تشنقها الشتائم و الوعود المخيفة. ورائحة الغرفة يملئها الإختناق والعدم. من خلال المرآة أحاول صياغة فرضية حول مشكلتي. وسلوكي الغير المقبول. أحاول نقد ذاتي, لكن لا أستطيع رؤيتها من منظوري. أحتاج شخصا ما يقف الى جانبي يخالفني الرأي, يخاصمني, ويحبني حقا. يبحث في ذاتي عن ذاتي. و يفتح مغالقها, ويكتشف أسرارها و عقدها. و يخرجني من غرفة بلا قلب. من جسم بلا روح. لكن للأسف لا أستطيع الثقة في أحد. لا أستطيع إدخال أحد الى حياتي. فآنانيتي و نرجسيتي تقتلني. تحبسني داخل زنزانة الرفض. رفض أي دخيل على حياتي. رفيقة دربي تغار من الاخرين, تسخر دائما من أصدقائي و رفاقي, تحاول ابعادهم عني, تبحث دائما عن العيوب في الاخرين كي ابتعد عنهم. تجعلني أبحث عن توأمي عن ذاتي المفقودة لوحدي, وبعينين مغمضتين. تلفقني تهمة الغرابة والبشاعة والانانية والحزن الدائم, تجرني الى الركن المظلم من غرفتي, حيث تبكي الجدران مصيري. لأحد يستطيع مشاركتك الآمك و لا أحزانك كما تفعل أنت بنفسك. لا أحد يبكي بدموعك, أو يتألم بقلبك و جسدك, فقط طقوس وعادات تعلمناها من أجدادنا, للتعبير عن المواساة للاخرين. لاأحد يستطيع أن يفرح و يصرخ كما تفعل أنت. لذلك تعلم أن تعيش مع ذاتك و تحبها. وتفهمها, وأترك لي غرفتي لأنها الوحيدة التي و افقت عليها ذاتي. و منحتها بطاقة المرور الى أرضي. سأظل وحدي فهذا مصيري , وستظل هي غرفة بلا قلب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق